«ملفي» ريادة في مجال تبادل المعلومات الصحية
فبراير 2023
أكدت سماح إسماعيل، نائب رئيس العمليات والتكنولوجيا في منصة «ملفي»، أن إمارة أبوظبي آمنت مبكراً بأهمية وجود نظام صحي وتطوير استراتيجيات موحدة، من خلال تركيزها خلال السنوات العشر الماضية على الارتقاء بالرعاية الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار لتوفير خدمات صحية عالمية المستوى. وقد أثمرت تلك الجهود عن زيادة عدد مرافق الرعاية الصحية التابعة لمؤسسات دولية وإقليمية ومحلية من القطاعين الحكومي والخاص في الإمارة.
وقالت: «كان تحقيق التميز هو الغاية المرجوة لهذه المهمة، غير أن وجود الكثير من المرافق الصحية حال دون تحقيق بنية متكاملة لهذا القطاع، ونتيجةً لذلك، بقيت سجلات المرضى محصورة بمقدمي الرعاية الصحية المعنيين، عوضاً عن إتاحتها أمام جميع المرافق الصحية الأخرى، لتسهيل الوصول إلى التاريخ الطبي للمرضى، وضمان اتخاذ قرارات سريرية أفضل وأسهل وأسرع.. لكن دائرة الصحة في أبوظبي تنبهت لهذا الوضع، وكانت أول من وحّد سجلات المرضى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر منصة تبادل المعلومات الصحية (ملفي)».
وأضافت: «يُعدّ احتكار معلومات الرعاية الصحية مشكلة عالمية، وقد لجأت العديد من دول العالم إلى اعتماد أنظمة تبادل المعلومات الصحية لضمان تدفق البيانات السريرية بين مختلف مؤسسات الرعاية الصحية، وكانت دائرة الصحة في أبوظبي أول من وحّد سجلات المرضى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر منصة تبادل المعلومات الصحية (ملفي)، وهي نتاج شراكة متميزة بين القطاعين الحكومي والخاص».
وأشارت إلى أن توحيد سجلات المرضى ينطوي على العديد من الفوائد، فالتبادل الآمن والفوري للسجلات الصحية الإلكترونية للمرضى يتيح للأطباء اتخاذ قرارات سريرية مستنيرة، والحد من تكرار الفحوص والإجراءات الطبية، وتحسين سلامة المرضى من خلال تقليل مخاطر الأخطاء الطبية. ويؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى تحسين تجارب المرضى، وتقليل التكاليف اللازمة للحصول على رعاية صحية أفضل وأكثر كفاءة.
أبرز الإنجازات
أوضحت سماح إسماعيل أن منصة «ملفي» تأسست عام 2019 للارتقاء بجودة خدمات الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى. وبعد ثلاث سنوات على إطلاقها، تعمل منصة تبادل المعلومات الصحية اليوم بكامل طاقتها لربط قطاع الرعاية الصحية خلال وقتٍ قياسي، وتساهم باستمرار في دعم مسار التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، مشيرة إلى أنه تم إطلاق تحسينات مهمة، قلما تتمتع بها المنصات المماثلة الأخرى حول العالم، مما يجعل «ملفي» واحدةً من أكثر منصات تبادل المعلومات الصحية تطوراً على مستوى العالم، حيث شهدت المنصة إضافة ميزتين جديدتين توفران قيمة إضافية لمستخدميها من الأطباء، وهما: خاصية ملف عوامل الخطورة الطبية للمريض وحل تبادل الصور.
وأفادت بأن خاصية ملف عوامل الخطورة الطبية للمريض تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاستشراف مخاطر إصابة الفرد مستقبلاً بأمراض مزمنة معينة أو تعرضه لطارئ صحي حاد، الأمر الذي يدعم نهج الرعاية الصحية الوقائية.
أما حل تبادل الصور، فيتيح للأطباء الوصول بسهولة إلى الصور الشعاعية الخاصة بالمريض، كصور الأشعة السينية والصور الطبقية المقطعية وصور الرنين المغناطيسي وصور الموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى التقارير التحريرية حول هذه الصور الشعاعية والمتوافرة مسبقاً على المنصة، منوهةً بأن مشاركة الصور بين الأطباء جزء من خطة عمل «ملفي» منذ تأسيسها وشكلت أولويةً رئيسة بالنسبة للمستخدمين، حيث أظهر استطلاعٌ حديث لمستخدمي «ملفي» أن 90% من الأطباء اتفقوا على الأهمية البالغة لحصولهم على الأرشيف الكامل للصور الشعاعية. وتتيح هذه الخاصية الجديدة تحسين دقة التشخيص وتقليل الحاجة إلى تكرار الفحوص الشعاعية وحماية المرضى من التعرض غير الضروري للإشعاع. وبمجرد ربط جميع المواقع الستين المشاركة في المنصة، لن يحتاج المرضى بعدها إلى اصطحاب نسخ لصورهم في كل موعد. وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى تحسين تجربة المريض مع خفض التكاليف، وتحقيق نتائج أفضل للمرضى.
أشارت سماح إسماعيل أن إطلاق «ملفي» منتجنا الاستهلاكي الأول «بوابة ملفي الصحية»، هو التطبيق الأول من نوعه في المنطقة ضمن متجري «آبل» و«جوجل بلاي». ويتيح التطبيق للمرضى إمكانية الوصول الآمن والمريح إلى سجلاتهم الطبية المركزية في أكثر من 2000 منشأة صحية مرتبطة بـ «ملفي» عبر جميع أنحاء أبوظبي. ويمكّن هذا التطبيق الأطباء والمرضى من إجراء محادثات أكثر فائدة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مستنيرة يشارك فيها المريض وتحقق نتائج صحية أفضل، حيث تشير الدراسات إلى أن معظم المرضى ينسون ما يصل إلى 80% من تعليمات الأطباء عند مغادرة العيادة.
وقالت: «أصبح «ملفي» بكل فخر جزءاً لا يتجزأ من سير العمل السريري في أبوظبي، حيث استخدم المنصة 55% من الأطباء شهرياً هذا العام. ونعمل مع دائرة الصحة ومرافق الرعاية الصحية لتشجيع المزيد من الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية على استخدام المنصة. ونتوقع تحقيق المزيد من الإنجازات العام المقبل، حيث تعمل «ملفي» على توسيع نطاق منتجاتها ووظائفها، بما يعزز مكانة أبوظبي الرائدة في قطاع الرعاية الصحية.
أكدت سماح إسماعيل على أن «ملفي» استطاعت ترسيخ مكانتها كركيزة أساسية في مسار التحول الرقمي للبنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة. وتدخل المنصة اليوم مرحلة جديدة تدعم من خلالها تحقيق الأولويات الاستراتيجية لدائرة الصحة في أبوظبي في إنشاء نموذج للرعاية الأولية، والانتقال إلى نهج الرعاية الصحية المرتكزة على القيمة، وممارسة الطب الدقيق في أبوظبي. وسيكون ذلك ممكناً مع زيادة نضج منظومة الرعاية الصحية واستمرارنا في البحث عن وسائل جديدة لتحسين منصتنا والارتقاء بصحة ورفاه المجتمع.
وقالت سماح إسماعيل: تلعب منصة «ملفي» دوراً فعّالاً في قطاع الصحة الرقمية العالمي، إذ تشارك «ملفي» ودائرة الصحة - وللمرة الثالثة - في مؤتمر ومعرض الصحة الرقمية الدولي السنوي الذي سينعقد في شيكاغو في أبريل 2023، حيث تستعرضان ابتكارات أبوظبي ورؤيتها في مجال الرعاية الصحية.
استمرارية العمل
أوضحت سماح إسماعيل أن استمرارية العمل تعد واحدةً من أهم الأولويات، ونحن ملتزمون باتباع العمليات المناسبة لضمان حماية أنظمتنا الحيوية من الاضطرابات أو الأعطال التشغيلية للمحافظة على سلامة سجلات المرضى، ولدى «ملفي» إجراءات فعالة للنسخ الاحتياطي والتعافي من الكوارث يتم تنفيذها واختبارها باستمرار تحت إشراف فريق متخصص بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي. ونسعى جاهدين للالتزام بأفضل الممارسات العالمية، حيث حصلنا في عام 2021 على شهادة الأيزو ISO22301:2019 لأنظمة إدارة استمرارية الأعمال، وحصلنا أيضاً على عدد من الاعتمادات الأخرى بشأن خصوصية وأمن البيانات من هيئات دولية مرموقة.
ولفتت إلى أن «ملفي» جمعت حتى الآن رصيداً غنياً من البيانات الصحية التي يمكن استخدامها لدعم المجتمع الأكاديمي في تحديد الأولويات وتقييم جدوى الدراسات البحثية بالاستناد إلى توافر البيانات وجودتها. وتُعدّ البيانات اليوم عملة جديدة يمكن استخدامها بالعديد من الطرق. ونحن في «ملفي» ودائرة الصحة نتعامل مع أمن البيانات وخصوصية المريض بمنتهى الجدية، وسنرتكز على هذا المبدأ دوماً في جميع قراراتنا القادمة.
التكنولوجيا في الرعاية الصحية
بينت سماح إسماعيل أن التكنولوجيا تحفز مسار التحول الرقمي الذي يؤثر على قطاع الرعاية الصحية بطرق شتى، حيث يساعد على تحقيق نتائج صحية أفضل بتكلفة أقل، وتحسين دقة التشخيص والتحول إلى نموذج الرعاية الوقائية، وإدارة كم هائل من البيانات الصحية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة لدعم اتخاذ قرارات سريرية أفضل واتباع أساليب النمذجة التنبؤية، بالإضافة أيضاً إلى تطوير علوم الحياة والطب الدقيق، وتحسين إدارة الأمراض المزمنة.
وذكرت أن أبوظبي كانت سباقةً في تبني التكنولوجيا مع تأسيسها أول منصة لتبادل المعلومات الصحية في الشرق الأوسط كركيزة أساسية في خطتها الصحية الرقمية، وقد حظي هذا الإنجاز حقيقةً بتقدير عالمي واسع لشموليته وسرعته. وبمساندة التكنولوجيا التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة أحجام البيانات الهائلة، يمكن لـ «ملفي» أن تساعد خبراء الرعاية الصحية على تحسين جودة الرعاية التي يمكنهم تقديمها للمرضى، وتحقيق الأهداف المرجوة لدائرة الصحة، لافتةً إلى أن الإمارات تسعى لتكون أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071، ومن الدعائم الأساسية لتحقيق رؤيتها هذه هو وجود مجتمعٍ معافى مدعومٍ بأفضل معايير الرعاية الصحية على مستوى العالم. ويستوجب ذلك بطبيعة الحال التركيز على جانبين رئيسيين يرتكزان في صميمهما على التكنولوجيا، وهما: بناء منظومة صحية رقمية وطنية، وإطلاق استراتيجية وطنية لعلوم الحياة.
تم نشر المقال في صحيفة الاتحاد هنا