70 مليون سجل طبي في ملفّي
يوليو 2020
كشف عاطف البريكي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية أن قاعدة بيانات ”ملفّي“ تضم حالياً أكثر من 70 مليون سجل طبي مختلف لأكثر من 3 ملايين مريض، وتوفر الوصول إلى أكثر من 22300 مستخدم، وتشتمل قائمة المؤسسات التي انضمّت إلى ”ملفّي“ أكثر من 500 مؤسسة طبية، بما في ذلك شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، و«ميديكلينيك»، ومبادلة للرعاية الصحيّة، و«يونايتد إيسترن ميديكال سيرفسس»، و«كابيتال هيلث»، ومجموعة «إن إم سي للرعاية الصحية»، ومجموعة «في بي إس» للرعاية الصحيّة، وغيرها من المستشفيات والمراكز والعيادات الطبيّة، ومع إضافة المزيد من الجهات الصحية إلى القائمة بشكل مستمر، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لـ«ملفي» هو ربط جميع مقدمي الخدمات الصحية في إمارة أبوظبي في منصّة واحدة، وبالتالي إنشاء قاعدة شاملة وموحدة لبيانات المرضى.
وتعد ”ملفّي“ أول منصة مبتكرة لتبادل المعلومات الصحية على مستوى المنطقة، وتربط بشكل آمن تماماً بين أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية التابعة لجميع مؤسسات الرعاية الصحية الخاصة والحكومية في أبوظبي، وتمّ جمع كل بيانات المريض الحيوية والتفاعلات والحالات الطبية التي يعاني منها، بدءاً من الاستشارة وصولاً إلى تلقي العلاج في حالات الطوارئ، عبر حساب المريض على المنصة، والذي سيتم تخزينه واستخدامه عند الحاجة.
وقال البريكي لـ«البيان»: «لم يكن ربط خدمات الرعاية الصحية يوماً أكثر إلحاحاً وأهمية ممّا هو عليه اليوم، خلال مواجهة جائحة «كورونا»، وعادة ما يكون المرضى الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقاً أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة للفيروس، ومن خلال الوصول إلى نتائج الاختبارات في الوقت الفعلي، وإلى المعلومات ذات الصلة في السجلات الطبيّة للمرضى في وقت قياسي، يتمكن الطاقم الطبي في الخطوط الأمامية من اتخاذ قرارات استجابية وعلاجية بصورة أسرع وأكثر فعالية، عندما يكون المريض في غرفة الطوارئ للحصول على الرعاية العاجلة على سبيل المثال، ولتعزيز عملية الاستجابة لمكافحة الوباء».
السلامة
وأوضح البريكي أن المنصة تتيح إمكانية التبادل الإلكتروني الهادف والفعال والفوري للمعلومات الصحية المهمة الخاصة بالمرضى بين مختلف مزودي الرعاية الصحية المسجلين في المنصة، مشيراً إلى أنه وبفضل ”ملفّي“ يمكننا الآن تجنب الاختبارات والفحوصات والإجراءات الطبية غير الضرورية، ويمكن للعاملين في القطاع الطبي تخصيص وقت أقل للمهام الإدارية، والتركيز أكثر على علاج مرضاهم ومساعدتهم على الشفاء، وبالتالي تسهم المنصة في تعزيز سلامة المرضى وحصولهم على نتائج أفضل للعلاج مع الحد من ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في الوقت نفسه.
وبالإضافة إلى تحسين سلامة المرضى والعمليّة الاستشفائيّة برمّتها، تساعد منصة ”ملفّي“ دائرة الصحة في أبوظبي، من خلال توفير معلومات غنيّة عن صحة السكان، ومن خلال هذه الإحصاءات الحيوية، يمكن للحكومة مراقبة جودة خدمات الرعاية الصحية في الإمارة، فضلاً عن دفع مسيرة السياسات الصحية المهمّة قدماً.
دراسات
وأضاف: «قبل إطلاق هذه المنصة المبتكرة، أجرت منصة ”ملفّي“ أبحاثاً ودراسات مكثفة، شملت العديد من نظم تبادل المعلومات الصحية حول العالم. وأظهرت نتائج التخطيط المكثفة التي أجرتها المنصة أن وجود قاعدة شاملة للبيانات الصحية في الإمارة، تضم جميع مقدمي الخدمات الصحية والمرضى سيحقق فوائد صحية مذهلة وغير مسبوقة للأفراد والدولة ككل».
وتتعاون وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع هيئة الصحة في دبي لتطوير حلول تهدف إلى توفير نظام مركزي، يضم معلومات المرضى في جميع أنحاء الدولة.
خصوصية
وفي ما يتعلق بخصوصية المريض عبر ”ملفّي“ أشار البريكي إلى أن «خصوصية المريض وأمن المعلومات الصحية الرقمية في طليعة اهتمامنا وهي أيضاً من أهم أولويات دائرة الصحة أبوظبي».
وتضمن المنصة توفير أفضل رعاية للمرضى وفي الوقت نفسه حماية خصوصيتهم، وذلك من خلال تمكين التبادل الآمن للبيانات من قبل المستخدمين المصرح لهم فقط. والمستخدمون من المؤسسات والمراكز الطبية التي يجمعها عقد قانوني مع ”ملفّي“ هم فقط المخولون للوصول إلى ملف المرضى على المنصة.
وأضاف البريكي «يجب على مؤسسات ومراكز الرعاية الصحية المسجلة الالتزام بسياسات الخصوصية والأمن الصارمة التي تتبعها منصة ”ملفّي“ والامتثال لقوانين أبوظبي في هذا الشأن، ولدينا كذلك مجموعة من الإجراءات المادية والتقنية والإدارية لحماية أمن معلومات المرضى. على سبيل المثال، يتم تشفير جميع معلومات المريض ومشاركتها فقط عبر شبكة إلكترونية آمنة».
خطط
وحول الخطط المستقبلية لـ”ملفّي“ أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية أنه في وقت سابق هذا العام، كشفنا النقاب عن نموذج تطبيق «ملفي» الخاص بالمرضى وهو الأول من نوعه ومن المقرر إطلاقه في وقت لاحق خلال 2020.
وتم تطوير التطبيق مع التركيز بشكل رئيسي على مصلحة المرضى وتلبية تطلعاتهم من خلال تصميم تجربة المستخدم، وبالنظر إلى الآفاق والفرص المستقبلية، يمكن القول إن منصة تبادل المعلومات الصحية تحمل فوائد وميزات واعدة لا تحصى، حيث سنكتشف قدرات جديدة يمكن العمل على تطويرها بالاعتماد على البيانات.
وعلى سبيل المثال، يمكننا الجمع بين مصادر البيانات الطبية وغيرها مثل بيانات الجينوم لدعم تطبيق الطب الدقيق في إمارة أبوظبي. وسنتمكن كذلك من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في التحليلات التنبؤية لدعم التشخيص المبكر واتخاذ تدابير الوقاية.
تم نشر المقال في صحيفة البيان هنا