بحث

كيف يدعم ملفّي عملية تنسيق واستمرارية رعاية مرضى السرطان

فبراير 2021

اليوم يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السرطان، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى زيادة الوعي بالمرض والتثقيف بشأنه حول العالم. أحد محاور التركيز الرئيسية لليوم العالمي لمكافحة السرطان هو الحدّ من الوفيات المبكرة وتحسين جودة حياة الناجين - وهو هدف طموح اضطلعت به قيادتنا في أبوظبي. وتلتزم دائرة الصحة بالحدّ من حالات الإصابة بالسرطان والوقاية من عوامل خطر الإصابة، مع وضع مؤشرات أداء رئيسية للكشف المبكر وخفض معدلات الوفيات من أجل توفير رعاية صحية من الطراز الأول، وهذه إحدى ركائز الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي إطار مبادرة استراتيجية تطرحها دائرة الصحة، يدعم ”ملفّي“ التزام أبوظبي بتقديم رعاية طبية ممتازة. ”ملفّي“ هو منصة تربط 85% من المستشفيات في جميع أنحاء أبوظبي، ومن المقرر ربط جميع مستشفيات أبوظبي بحلول منتصف هذا العام. ويسمح ”ملفّي“ لمقدمي الرعاية الصحية بالوصول بشكل آمن ومحمي إلى السجلات الطبية المهمة والمحدثة للمرضى ومشاركتها. وستكون فوائد ومنافع مثل هذه الأداة لا تُقدر بثمن لكادر الرعاية للصحية ولكل من يعاني من حالة مزمنة أو مرض مزمن مثل السرطان.

السرطان مرض معقد، وسيحتاج مريض السرطان على مدار فترة مرضه إلى عدد من الاختبارات والعلاجات، التي يقوم عليها مجموعة كبيرة من مقدمي الرعاية، في العديد من المرافق المختلفة. وبالتالي، إن استمرارية الرعاية وتكاملها مسألة بالغة الأهمية، ويمكن أن يكون له تأثير مباشر على الإدارة الناجحة للمرض.

في السابق، لم يكن من السهل مشاركة المعلومات والنتائج التي يتم الحصول عليها في كل زيارة من هذه الزيارات، مما يعني أن الاختبارات كانت تتكرر في كثير من الأحيان دون داعٍ، مما قد يسفر عن تأخير الرعاية. ومن شأن وجود قاعدة بيانات موحّدة لبيانات المرضى أن يضمن إمكانية الوصول الآمن إلى سجلات المرضى الطبية ودعم عملية اتخاذ القرارات الطبية بفاعلية. وسيتمكن مقدمو الرعاية المرخص لهم ضمن نظام الرعاية الصحية من الوصول إلى معلومات المرضى في الزمن الحقيقي، مما سيثمر عن اتخاذ قرارات سريرية أسرع وأكثر أمانا وتجنب التأخير في الرعاية والازدواجية غير الضرورية في الاختبارات والإجراءات.

قصة المريض
صوفيا ناجية من السرطان.

تسترجع صوفيا رحلة إصابتها بالسرطان، وكيف دعمت منصة ”ملفّي“ استمرارية الرعاية التي تلقتها.

اسمي صوفيا خالد، أعيش في أبوظبي، وأنا من الناجين من مرض السرطان. تم تشخيص إصابتي بنوع من سرطان الثدي، يُسمى السرطان الفُصيصيّ الغَزْوي، في أغسطس 2016. وخضعت للعلاج لمدة 3 سنوات، وفي عام 2019 أعلن الأطباء شفائي من السرطان.

وعندما أخبرني طبيبي محمد الخطيب في مركز هيلث بلاس، البطين، أبوظبي، عن منصة ”ملفّي“، أعجبتني كثيرًا هذه المبادرة الرائعة. على مدار رحلتي من مرض السرطان، زرت العديد من المرافق الطبية في جميع أنحاء الإمارة، وتوجهت إلى العديد من المستشفيات الكبرى متعددة التخصصات. ولأن جميع هذه المرافق متصلة على منصة ”ملفّي“، فقد تمكن طبيبي من الاطلاع على جميع معلوماتي الصحية المهمة في مكان واحد. بصفتي مريضة سرطان، أشعر باطمئنان كبير لمعرفتي أن كل شيء مسجّل في مكان واحد، ضمن ملف واحد.

يطلق عليّ أطبائي ”مريضة خبيرة“ - فقد اكتسبت معرفة عملية كبيرة بهذا المرض! فلطالما شاركت في إجراءات الرعاية الصحية الخاصة بي، ولهذا تم تشخيص مرضي بالسرطان في وقت مبكر. وقبل أن تُتاح لي منصة ”ملفّي“، توليت المسؤولية الكاملة عن علاج مرضي بالسرطان. حتى أنه إذا لم تكن أحدث نتائج اختباراتي ضمن النظام الذي يضعه لي طبيبي، أبادر بإخباره على الفور! وكان من دواعي شعوري الكبير بالارتياح أن اكتشفت وجود منصة ”ملفّي“ حتى لا أضطر إلى حمل كل سجلاتي معي في كل مرة أتوجه بالزيارة لأحد الأطباء أو المرافق الطبية، حيث يستطيع كادر الرعاية الطبية المشرف على حالتي الوصول إلى تاريخي الطبي ومعلومات عن زياراتي لمختلف الأطباء، حتى يتمكنون من تنسيق رعايتي بشكل أفضل مما يمنع حدوث حالات الانقطاع والتأخير المحتملة في علاجي.

مع منصة”ملفّي“، يستطيع كادر الرعاية الطبية المشرف على حالتي أن يطلع على جميع الأدوية التي أتناولها، ولن يساورني القلق بشأن أنهم قد يصفوا دواءً من شأنه أن يسبب انتكاسة في حالتي. وفي الماضي، وصف لي أطبائي دواء لمرضي كان يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة. جعلتني هذه التجربة أشعر دائمًا بضرورة تحذير كل طبيب أزوره من وصف هذا الدواء لي. ولكن مع منصة ”ملفّي“، أعلم أن هذه المعلومات تُعرض في صورة تحذير للأطباء. وكم أشعر بالارتياح لمعرفتي أن هذه المعلومة الحيوية موجودة على ”ملفّي“.

بصفتي مريضة، نالت هذه المنظومة إعجابي بها وتقديري لها. ويسعدني أن أعلم أن كل مستشفى وكل عيادة في جميع أنحاء الإمارة ستكون في نهاية المطاف جزءًا من المنظومة، مما يصبّ في صالح جميع المرضى.

الدكتور محمد الخطيب، المدير الطبي، استشاري السكري والغدد الصماء والطب الباطني

مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء
”غالبا ما يخوض المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان رحلةً طويلةً عبر نظام الرعاية الصحية، الأمر الذي يتطلب منهم زيارة مرافق طبية مختلفة والخضوع للعلاج فيها، على أيدي العديد من الخبراء المختصين. كما قد يحتاجون إلى متابعات دورية وقد تتطلب حالاتهم مزيدًا من الدعم الطبي. وهذا ينشئ تاريخًا مرضيًا طويلًا ومعقدًا للمريض، تكون تفاصيله مهمة وحيوية لأي زيارة متابعة لاحقة.

وغالبًا ما تقع مسؤولية إدارة هذه المعلومات المعقدة على المريض، وهو ما يشكل تحديًا له. ويواجه الطبيب مشكلة عدم إمكانية الحصول على معلومات عن تاريخ المريض المهم، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سريرية غير فعالة ومنهجية إدارة تستغرق وقتًا طويلًا أو حتى ازدواجية في الاختبارات.

وبصفتي اختصاصي غدد صماء، أتابع مرضى، بما في ذلك مرضى السرطان، لديهم تاريخ طبي معقد. تُعتبر إمكانية الوصول إلى سجلات الصحي من خلال منصة ”ملفّي“ خدمة بالغة الأهمية لي كي أستوعب رحلتهم المرضية على الفور وأحصل على معلومات طبية حيوية تدعم قراراتي السريرية. ولا داعي أيضا إلى القلق بشأن تتبع سجلات المرضى أو نتائج اختباراتهم السابقة، مما يعني أنني لست مضطرًا إلى تكرار الاختبارات والتحليلات غير الضرورية، كما يمنحني وقتًا ثمينًا لأقضيه مع المرضي. وبصفتي طبيبًا، أشعر بامتيازات الوصول إلى منصة ”ملفّي“، وأرى سعادة مرضاي عندما يعلمون أن إجراءات تنسيق رعايتهم وسلامتهم قد تحسنت الآن بشكل جذري.

صوفيا مريضة تتولى إدارة حالتها الصحية بعناية بالغة، وكان من دواعي سرورها أن عرفت بشأن منصة ”ملفّي“. رحلتها في الشفاء من السرطان جعلتها تزورعدد كبير من الأطباء وتخضع لعدد كبير من العلاجات، وقد شعرت بالارتياح عندما علمت أن منصة ”ملفّي“ ستجمع كل معلوماتها الطبية على منصة مركزية، حتى لا تضطر إلى القلق بشأن فقدان الأطباء لأي ”عنصر حيوي“من نظام علاجها أو اضطرارها إلى اصطحاب سجلاتها وتقاريرها في كل مكان.

منصة ”ملفّي“ هي أداة ممتازة تدعم إدارة جميع أنواع الأمراض. أستخدم المنصة كل يوم لمتابعة جميع المرضى تقريبًا ولمقارنة الإجراءات التشخيصية السابقة التي تمت خارج مرافقنا أو للبحث عنها“.

الدكتور حامد الهاشمي، مدير الاستراتيجية، دائرة الصحة - أبوظبي
”في دائرة الصحة، يتمثل هدفنا في الحدّ من الإصابة بالسرطان في أبوظبي، ومنع الوفيات المبكرة، وتحسين جودة حياة المريض من خلال زيادة معدلات الكشف المبكر والتدخلات الطبية المبكرة. تكامل البيانات وإمكانية الوصول السريع إليها يؤديان دورًا هامًا في الرعاية الناجحة للسرطان من الوقاية وحتى الرعاية المخففة للآلام.

وبالنظر إلى مستقبل استمرارية رعاية مرضى السرطان في إمارة أبوظبي، نتصور الدور الكبير والمهم الذي ستؤديه منصة ”ملفّي“ في تحسين رعاية المرضى. ومع تزايد كمية البيانات المركزية، ستكون البحوث المستقبلية أسهل وأيسر، وستمكننا من قياس أثر وسائل العلاج المختلفة على النتائج“.

 

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية – ش.و.ذ.م.م