بحث

شهر التوعية بسرطان عنق الرحم

يناير 2025

يعد سرطان عنق الرحم واحداً من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يحتلّ سرطان عنق الرحم المرتبة الخامسة بين أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، وثالث أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء في المرحلة العمرية بين 15 و44 عاماً.

وتشير التقديرات الحالية إلى تشخيص إصابة 141 امرأة في دولة الإمارات بسرطان عنق الرحم في عام 2021، وتبلغ نسبة الوفيات بينهن حوالي 50%. وترتفع هذه الأرقام في الدول التي تفتقر إلى برامج الكشف عن سرطان عنق الرحم والوقاية منه، مما يسلط الضوء على أهمية وضرورة مبادرات الوقاية لحماية الصحة العامة.

بيد أنه في غرب آسيا، تشير التقديرات إلى أنّ حوالي 2.5% من النساء يصبن بفيروس الورم الحليمي البشري من النوعين 16/18 في وقت معين.

ومن الأنباء المشجعة أنه يمكن الوقاية من 90% من سرطانات عنق الرحم من خلال تنفيذ برامج وقاية للكشف المبكر، مثل اختبار "مسحة عنق الرحم" واختبار فيروس الورم الحليمي البشري الأولي.

وصرحت منظمة الصحة العالمية أنه في سبيل القضاء على سرطان عنق الرحم، يتعين على كافة الدول تحقيق معدل إصابة أقل من 4 حالات بين كل 100,000 امرأة. ولتحقيق ذلك، حددت المنظمة عدة أهداف، بما فيها تلقي 90% من الفتيات للقاح فيروس الورم الحليمي البشري في سن 15، وفحص 70% على الأقل من النساء مرة في سن 35 ومرة أخرى في سن 45، وتلقي 90% من النساء المصابات بالآفات الغازية السابقة للتسرطن للعلاج اللازم. وفي حال حققت كل دولة هذا الهدف "90-70-90" بحلول عام 2030، فمن الممكن أن يتم القضاء على سرطان عنق الرحم بحلول القرن المقبل.

 

أهمية فحص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وتلقي اللقاح في الوقاية

ساهم فحص سرطان عنق الرحم في تقليل معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عنه في كافة أنحاء العالم. ويوجد أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري، وتعد السلالات عالية الخطورة المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، حيث تُعزى نسبة 72.4% من سرطانات عنق الرحم الغزوية إلى فيروس الورم الحليمي البشري من النوعين 16 أو 18. لذا، فإن الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم يعد أمراً بالغ الأهمية لنجاح العلاج وتحسين النتائج، كما أثبت اللقاح فعاليته كأداة حيوية للوقاية منه.

تحمي اللقاحات مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري تُسَاعِي التكافؤ أو رباعي التكافؤ أو ثنائي التكافؤ من سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى سرطانات الفم والبلعوم وغيرها، والتي قد تنشأ عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة. علاوةً على ذلك، فإن اللقاحات رباعية التكافؤ وتُسَاعِية التكافؤ تحمي كذلك من الثآليل الشرجية التناسلية.

وعلى الرغم من أن نسبة خطورة الإصابة بالأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري أقل لدى الذكور، إلا إن الفوائد غير المباشرة لتطعيم النساء وحدهن غير كافية. إذ لا يوفر تطعيم الذكور فوائد مباشرة فحسب، بل يعزز أيضاً من مستوى حماية أفراد المجتمع من خلال تعزيز المناعة الجماعية. وجدير بالذكر أن برنامج التحصين ضد الفيروس قد توسّع ليشمل طلاب المدارس الذكور في الفئة العمرية 13-14 عامًا.

 

الاستفادة من الحلول التكنولوجية في برامج الوقاية

يساهم إنشاء منصة معلومات تساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم في هذا العصر الرقمي في القضاء على سرطان عنق الرحم عالمياً. كما تقدم حلول تبادل المعلومات الصحية فرص هائلة لدعم القضاء على سرطان عنق الرحم. إذ يوفر تواجد منصة استثنائية، مثل "ملفي"، وهي أول منصة مبتكرة لتبادل المعلومات الصحية على مستوى المنطقة وأحد المشاريع الاستراتيجية التي أُطلقتها دائرة الصحة – أبوظبي، لمقدمي الرعاية الصحية أداةً حيوية تمكنهم من الوصول بسرعة إلى نتائج اختباري فيروس الورم الحليمي البشري/مسحة عنق الرحم الحالية والسابقة بمجرد نقرة واحدة. علاوةً على ذلك، من الممكن أن تعمل مثل هذه المنصات كمخزن مركزي للتطعيم في أبوظبي، حيث ترسل رسائل تذكير حول تواريخ استحقاق التطعيم وتتبع مواعيد تلقيه، فضلاً عن الحد من التكرار غير الضروري في الفحوصات الطبية. كما يمكن إرسال دعوات الفحص بسرعة إلى أفراد المجتمع وتتبع تصنيف التطعيم والفحص بسهولة من خلال قاعدة البيانات المركزية.

وفي المحصلة، تثبت منصات تبادل المعلومات الصحية حيويتها كأداة فعالة لتزويد مقدمي الرعاية الصحية بالبيانات والتقنيات اللازمة لتطبيق نهج استباقي في حماية الصحة، واتباع مسار الوقاية بدلاً من العلاج.

جميع الحقوق محفوظة © 2023 شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية – ش.و.ذ.م.م